القلم الرومانسيّ

هو ذاتُ القلم الجميل بريشته النّاعمة المُشبَعَة حِبراً، كان مرّاتٍ في يدي للرسم الهندسيّ وأخرى للرسم الفنٌيّ…
أحببتُه كعادتي، فأنا أحبُّ كلّ الأقلام ولكنّني لم أستطع الاستمرار معهُ إلا كقلمٍ فنيّ.
الخطُّ الهندسيُّ قاسٍ وحادُّ الطِّباع ويعشقُ المساطر، بل لا يمشي من دون مرافقتها، في حين خطّ الفنّ لطيفٌ ورقيقٌ، ليِّن وحرٌّ، يطير ويحطُّ على الورقة ويتركُ بتدرُّجاته ورِقَّة نهاياته شيئاً من رومانسيّةٍ هادئة.
سألتُ الصفحة البيضاء ذات مرّة؛ من أحبُّ الخطوط إليكِ؟
فجاوبتني: ذاك الذي لا يؤذيني بقسوته ولا يؤرِّقُ مزاجيَ المُرهَف…
أُحِبُّ الذي إنْ مرَّ بي، استشعَرَ رقّة صفحتي واحترمَ بياضَها وأضاف لها شيئاً جميلاً على تأنٍّ وحرصٍ بالغَيْن، وحين يمسكُ بأطرافي، يقلِّبها بنعومةٍ خشية أن يُتلفها فأخشاهُ!
فعدتُّ واستفسرتُ منها، ومن أحبُّ يدٍ إليكِ؟
فقالت بثقةٍ: يدُ الفنّان.
مُذّاك وأنا أُكرِّم الصّفحة البيضاء بالفنّ، حتّى ضاعت من ذاكرتي الهندسة…

هانيـة خانكـان

كاتبة سورية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.