في 31 آب/أغسطس، تحتفل السيدات العربيات بيوم ميلاد الملكة رانيا العبدالله، في وقت يزخر فيه برنامج جلالتها بالعديد من الأنشطة والبرامج المحلية والخارجية تابعت خلالها عن كثب قضايا المرأة والشباب العربي واللاجئين لتكرّس نفسها أكثر قدوة نسائية عربية يُحتذى بها.
لا للعنف ضد النساء
وعلى الصعيد الدولي، وفي قصر باكنغهام، شاركت الملكة رانيا في نشاط استضافته الملكة كاميلا بهدف زيادة الوعي حول العنف ضد النساء والفتيات، بمشاركة عدد من الشخصيات الملكية من المملكة المتحدة وأوروبا. وفي البيت الأبيض وضمن زيارة للملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأميركية، التقت السيدة الأولى للولايات المتحدة الدكتورة جيل بايدن.
“الدين منطلقنا للحياة”
وأمام حشد من أعضاء السلك الدبلوماسي الأميركي والسفراء في الولايات المتحدة وممثلين عن الأمم المتحدة وعدد من الضيوف من العالم وبحضور الأميرة إيمان بنت عبدالله، ألقت الملكة رانيا كلمة خلال الغداء الدولي الذي تلى فطور الدعاء الوطني لعام 2023 في العاصمة الأميركية، أطلقت فيها اسم الطريق الثالث على نهج الاعتدال والوسطية الذي دعت الى تبنّيه. ودعت جلالتها إلى تبني ما تجسده الصلاة من قيم في حياتنا وعالمنا، وأكدت أن الدين “ليس مأوى للاختباء”، بل “هو مُنطلقنا للحياة”. وقالت إن “الصلاة – وهي الممارسة الجوهرية للإيمان – تستطيع أن تُرشدنا نحو مسار أفضل… مسار سأدعوه الطريق الثالث. هذا الطريق الثالث ليس متوسط نقيضين، بل يسمو على القطبية، ويرفعنا إلى أرضية أعلى أقرب ما تكون الى أرضية مشتركة أيضاً”.
“الوقت أغلى العملات”
وخلال مشاركتها بقمة “الويب” في لشبونة بالبرتغال، حذّرت الملكة رانيا العبدالله من اعتماد الإنسانية المتزايد على التكنولوجيا، ودعت إلى التركيز على تحسين حياة الأكثر ضعفاً، مشيرةً إلى نتائج تقرير النظرة العالمية لعام 2022، والتي أثبتت أنه خلال العام الماضي، ارتفع المتوسط اليومي للوقت الذي نقضيه على الانترنت بواقع أربع دقائق في اليوم، وجمع تلك الدقائق على مدار عام سيصل إلى يوم كامل، لكل شخص. وقالت جلالتها: “يُقلقني أننا نستخف بقيمة أغلى عملة في عالمنا: وقتنا. ويُقلقني أننا حتى مع تطور الواقع الافتراضي بمرور الأيام، نتجاهل احتياجات واقعنا الفعلي”.
إصلاح المناخ ضرورة
وشاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله في قمة الابتكار الأولى لجائزة “إيرث شوت” العالمية في نيويورك، وذلك على هامش أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعت جلالتها إلى تكثيف الجهود من أجل عمل وابتكار جماعي لمواجهة التحديات المناخية في العالم. وقالت جلالتها: “لا يمكن أحداً أن يدّعي أن تغير المناخ هو مشكلة الآخرين، أو أن يتجاهلها ويترك معالجتها للأجيال القادمة. نتأثر جميعاً بتزايد درجات الحرارة على كوكب الأرض”.
وأضافت: “تقدّمنا يعتمد على العمل الجماعي، وعلى الابتكار الجماعي. إذا تلاحمنا معاً، يمكننا إصلاح المناخ باعتباره المشروع الأكبر والإنجاز الأعظم في حياتنا. لدينا المعرفة، ولدينا الحلول. والآن، كل ما يحتاجه العالم هو الإرادة السياسية”.
تمييز في التعاطي مع قضايا اللاجئين
وتهتم جلالة الملكة رانيا العبدالله بقضايا اللاجئين حيث قامت بالعديد من الأنشطة لحشد الجهود الدولية، وفي جلسة حوارية لمبادرة كلينتون العالمية، وعن أزمة اللجوء قالت جلالتها هي ليست أزمة إنسانية مؤقتة، بل تتطلب حلولاً تستوعب وتستجيب لواقع من النزوح طويل الأمد، لذلك هي أزمة تنمية بشرية وتتطلب نظرة بعيدة المدى وتحتاج الى حلول تركز على النمو وبناء القدرة على التكيف، والاستدامة وخلق الوظائف، وذلك ليس سهلاً. كما تحدثت جلالتها في عدد من مشاركاتها الدولية عن التباين في استجابة العالم لأزمات اللجوء، كالتباين في الاستجابة لأزمة اللاجئين الأوكرانيين والهاربين من الحرب في دول مثل سوريا أو جنوب السودان أو ميانمار. وقالت: “من الصعب ألا تتساءل إن كان لون البشرة أو الديانة تؤثر في الغرائز الإنسانية للمجتمع الدولي… وسواء كانت ردود الفعل البدهية هي مد يد المساعدة أم غض النظر”.