دخلت الفنانة العراقية شذى حسون عالم الأغنية المصرية للمرة الأولى، من خلال أغنيتها الجديدة “حلم عمري” والتي صوّرتها في لبنان رفقة المخرج فادي حداد.
“لها” التقت شذى خلال تواجدها في القاهرة أخيراً، وكان حوار تحدّثت فيه عن تفاصيل ألبومها الجديد، ومهرجان جوائز العراق الذي تسعى لإطلاقه، ومشكلتها مع جمهور الفنانة إليسا، وكشفت عن رسالتها الى الفنانة شيرين عبدالوهاب، والأصوات المصرية التي تحب الاستماع إليها. كما تكلمت عن فرصتها في الوصول الى العالمية، وسبب قلّة الأصوات العراقية، وابتعادها لفترة عن الغناء، وموقفها من العودة الى التمثيل، ومواصفات شريك حياتها.
– ما الذي دفعك لتقديم أول أغنية مصرية في مشوارك الفني؟
لا ينبغي على الفنان أن يحدّد اللهجات التي يشدو بها، بل أن يختار الأغنية الجيدة التي تُعرض عليه من دون أن يلتفت الى لهجتها، ربما في بدايتي الفنية كان تركيزي منصبّاً على بلدي العراق بسبب ندرة الأصوات النسائية العراقية، ولذلك كان لديَّ هدف أسعى لتحقيقه، وهو خدمة الأغنية العراقية، لكن مع مرور الوقت، كبُر رصيدي من الأغنيات، وأصبحت قادرة على التنويع في الأغاني التي أقدّمها، بين اللهجة المغاربية والخليجية والمصرية، علماً أن “حلم حياتي” هي أول أغنية منفردة أؤدّيها باللهجة المصرية، لكن قبلها بأشهر قدّمت دويتو غنائياً مع الفنان محمد قماح بعنوان “كلمة حلوة”، وحققت ردود فعل جيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات السمعية.
– كيف كان التحضير لأغنية “حلم حياتي”؟
حين فكّرت في تقديم أغنية باللهجة المصرية، واتفقت مع شركة “لايف ستايلز”، عُرضت عليَّ فكرة أغنية “حلم حياتي”، وأُعجبت بها كثيراً، لأنها تتضمن كلمات مصرية سهلة ويفهمها كل مَن يستمع إليها، وعندما قرّرت تصويرها أحببتُ أن أضعها في إطار من الأكشن حتى تأخذ شكلاً جيداً حين يتم عرضها عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهنا لا بد من أشكر المخرج اللبناني فادي حداد الذي أبدع في إخراج الكليب وقدّمه في أفضل صورة.
– هل سيكون هناك ألبوم غنائي جديد لشذى حسون قريباً؟
“حلم عمري” هي إحدى أغنيات ألبومي الجديد الذي أعمل حالياً على تسجيله. والألبوم لن يكون مطبوعاً، بل سيكون ديجيتال يُطرح عبر المنصات السمعية وموقع “يوتيوب”. وهناك خطة للعمل على الألبوم، حيث أفكر جدّياً في إصدار أغنية كل شهر على مدار العام، علماً أن هذه الأغنية لن تكون المصرية الوحيدة، وإنما هناك أغنيات عدة سيتم إطلاقها تِباعاً.
– هل هناك فنان مصري تحبّين الغناء معه؟
مصر بلد المواهب الغنائية، وقد تعلّمنا فيها الغناء، ولها فضل كبير على الفنانين العرب، وهناك أعمال فنية ستجمعني مع عدد من المصريين، وقد عقدت أخيراً جلسة عمل مطوّلة مع الفنان رامي صبري، استمعنا خلالها الى العديد من الألحان التي ربما نعمل عليها. وفي مصر العديد من الأصوات التي لا يمكن أحداً تجاهلها، ومنهم عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي. ومن الأصوات القريبة الى قلبي، الفنان محمود العسيلي، وصديقي محمد قماح الذي كان رفيقي في برنامج “ستار أكاديمي” منذ سنوات عدة.
– من هي صوت مصر الأول في رأيك؟
أنا من محبّي الفنانة شيرين عبدالوهاب وداعميها، لكن للأسف شيرين دائماً تضع نفسها في أماكن خاطئة، وتقع في مشاكل هي في غنىً عنها، وتؤثر سلباً فيها. لو سألتني عن مطربتي المفضلة في الإحساس فسأختار شيرين عبدالوهاب مع كل محبّتي واحترامي للفنانة أنغام، فشيرين مطربة قادرة على أن تبيع كل تذاكرها فور عرضها، ولديها قاعدة جماهيرية عريضة في كل الدول العربية.
– ما سبب قلّة ألبوماتك الغنائية مقارنةً بمشوارك الفني الطويل الذي تعاونت خلاله مع عدد من كبار فناني الوطن العربي أمثال عبدالله الرويشد وحاتم العراقي ووليد الشامي؟
كلامك صحيح، لكن هناك خمس سنوات لن أحسبها ضمن مسيرتي الفنية بسبب ظروف عدة، منها عامان أسقطهما بسبب جائحة كورونا التي عطّلت الحياة الفنية والغنائية في الوطن العربي، وثلاث سنوات مررت فيها بظروف شخصية حيث اتخذت قراراً بالابتعاد عن الساحة الفنية، وحين قررت العودة احتجت الى فترة من الوقت لأستعيد بريقي.
– هل ترين نفسك مطربة العراق الأولى في ظل تواجد رحمة رياض وأصيل همّام؟
أنا أول فنانة عراقية ظهرت على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة واستطاعت أن تكسب ثقة الجماهير العربية والعراقية، وترفع راية بلادها عالياً. أنا لا أتحدث عن الآخرين وإنما عن نفسي، فالعراق بلد كبير وفيه عشرات الفنانين، وأرى أنني أكثر مَن تستحق أن ترفع علم بلادها، كما أفتخر بدعمي للأغنية العراقية، فمنذ ظهوري في برنامج “ستار أكاديمي” رفعت علم بلادي، وأنا أول من فكّر في إقامة مهرجان فني عراقي كبير يخدم بلدي.
– ما سبب قلّة الأصوات العراقية النسائية في الوقت الراهن مقارنةً بمصر ولبنان؟
أرى أن السبب الرئيس وراء قلّة الأصوات هو العادات والتقاليد التي لا تزال سائدة رغم الانفتاح الحاصل اليوم، فغالبية البيوت الخليجية والعربية ترفض فكرة احتراف الفتيات والنساء للغناء، ورغم بارقة الأمل التي لاحت في السنوات الماضية، خاصة مع انتشار برامج المواهب الغنائية، لا تزال هذه العادات متبعة ولن يتم تغييرها سريعاً، لكن الأصوات العربية النسائية التي ظهرت في السنوات الأخيرة هي أصوات رائعة وقادرة على التميّز والإبداع.
– هل انتهت مشكلتك مع الفنانة إليسا؟
لا خلافات شخصية بيني وبين الفنانة إليسا، ولا علاقة لأيّ منا بالأخرى، لكنني لا أحبّذ التصرفات غير المسؤولة لعدد من جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرى أنهم يضرّون بالفنان ولا يدعمونه، بل هم عبارة عن لجان إلكترونية تُلحق الضرر بالفنان، فجمهور الفنان يعكس صورة عنه، لذا يجب أن يحترموا أنفسهم وفنانهم.
– هل يراودك حلم العالمية، خاصة أنك قدّمت أخيراً أغنية مع الفنان الجزائري العالمي فوديل؟
العالمية لا تغيب عن تفكيري، بل هي جزء أساسي منه، خاصة أنني من المطربات القليلات القادرات على الغناء بأكثر من لغة أجنبية مثل الإنكليزية والإسبانية، والتحدّث بها بطلاقة، ولذلك أمامي فرصة لأن أصبح فنانة عالمية، لكن يجب أن يكون هناك نص أغنية جيد يساعدني في الدخول الى تلك المنطقة، وأنا مقتنعة تماماً بأن تلك الفرصة ستأتيني يوماً ما، وربما أسعى وأخطّط لها خلال الفترة المقبلة.
– لماذا توقفت عن التمثيل رغم أنك قدّمت عملين في بداية مشوارك الفني؟
أنا متحمّسة كثيراً لخوض تجربة التمثيل من جديد، خاصة أنني ابتعدت عنه لسنوات عدة بدون أي سبب، ربما أيضاً لأن العروض الدرامية التي تلقيتها كانت ضعيفة، كما أنني لا أعترف بالتجربتين اللتين خضتهما من قبل لأن دوري فيهما كان يقتصر على مشاهد قليلة، أما الآن فقد أصبحت أكثر خبرةً، ومتشوّقة للتمثيل، وأتمنى أن تُعرض عليَّ أعمال جيدة، خاصة أنني خلال تواجدي في مصر تلقيت عدداً من العروض، لكنني ما زلت أدرسها لأختار الأفضل بينها.
– مَن هم الفنانون الذين تتمنين التمثيل معهم؟
في حال دخولي عالم التمثيل في مصر، أتمنى أن يكون أول مشاريعي الدرامية مع الفنان محمد رمضان، فهو صديق مقرّب وفنان ناجح، أو مع الفنان تامر حسني الذي نجح في الجمع بين التمثيل والغناء في آن واحد، وهو من القلائل الذي نجحوا في ذلك.
– ما هي فكرة المهرجان الفني الذي تنوين إقامته في العراق آخر العام الجاري؟
هو مهرجان فني كبير يُقام تحت عنوان “جوائز العراق”، ومن أفكاري الخاصة وأتولى الإشراف الكامل عليه، والفكرة حازت إعجاب كبار المسؤولين في العراق بدايةً من وزير الثقافة، وسيكون المهرجان ذا صبغة دولية وليست محلية عراقية فقط. نريد أن نُثبت للعالم أن الأوضاع الأمنية والثقافية والاقتصادية في العراق صارت جيدة، وسنمنح في المهرجان جوائز وتكريمات لفنانين عرب تقديراً لتاريخهم الفني العريق، بالإضافة إلى جوائز الأفضل في كل فروع الفن من خلال لجنة تحكيم كبرى، كأفضل فيلم، ومسلسل، وممثل، وممثلة، ومطرب، ومطربة.
– ما رأيك في تجارب مشاريع الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تشكل هاجساً لعدد من الفنانين خلال الفترة الماضية بسبب استغلال صوتهم بدون وجه حق؟
خلال الأيام الماضية، فكّرت ملياً في تجارب الذكاء الاصطناعي، وتبادرت إلى ذهني فكرة أن تلك التجارب قد تؤدي في يوم من الأيام الى انقراض الأصوات البشرية الغنائية، بل انقراض المطربين من الأصل، فلو استمررنا في اتباع هذه الطريقة في الغناء فلن يكون هناك مطربون، خاصة أنها تعتمد على دمج الأصوات الرائعة مع بعضها البعض، علماً أن هذه ليست أولى مصائب التكنولوجيا في مجالنا، فقد ساهم الإنترنت من قبل في إلغاء الصحف والمجلات، وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في اختفاء المواقع الإلكترونية.
– هل حان الوقت للبحث عن شريك حياتك؟
الزواج قسمة ونصيب، وكل شيء يأتي في موعده، وأنا لا أحب استباق الأحداث.
– هل تشترطين أن يكون عراقي الجنسية؟
لا أعتقد ذلك، أقبل بأي جنسية عربية، والمهم أن يكون متعاوناً وقريباً مني.
– ما الصفات التي تحبذين أن تكون في شريك حياتك؟
أن يكون وفياً ومحترماً ويقدّرني.